بما أني باحث وكاتب في العلوم الاجتماعية وتطوير الذات ولدي اصداران ( في سجن عزلتي ) و ( رواية شبح الطلاق ) والعديد من المقالات في هذه المدونة وما يتعدا عن خمسة عشر محاضرة ومئات المقاطع المصورة في برامج التواصل الاجتماعي، فتعمقت بشكلٍ كبير في هذه المجالين وفهمت الفرق بين تطوير الذات والعلوم الاجتماعية وبين التنمية البشرية، فأنتشر في الأونة الأخيرة الكثير من يدعون على أنفسهم مدربين الحياة ( life coach ) ومدربين علوم الطاقة ( الدجلة )، فأصبحوا ينشرون الخرافات والخزعبلات التي تصل إلى الشركيات والعياذ بالله في الناس وخصوصاً بين جنس النساء والمراهقات، فتغيرت أفكار المجتمع بشكل مخيف بستدعي التدخل منا كباحثين ومختصين في هذا المجال ونعلن الحرب عليهم ردع تطرف أفكارهم ( الشركية ) وايقاف تفشي سرطانهم بين الناس والمجتمع. والذي يدعوا إلى السخرية بأنهم يسيسون الدين والآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة لتخدم أفكارهم ومشروعهم الدنيء وهذا ما يزين للناس كلامهم ويميل كفة الميزان لصالح خبثهم وأفكارهم السامة.
ما هو علم الطاقة؟
علم الطاقة الروحية هو منظومة فكرية وتطبيقية تقوم على فكرة أن الإنسان ليس مجرد جسد مادي، بل هو أيضًا منظومة من الطاقة الحيوية تتفاعل مع ذاته الداخلية والبيئة من حوله.
ويُعتقد أن هذه الطاقة تسري في الجسد عبر قنوات معينة (تُسمّى “المريديانات” في الطب الصيني، أو “النادي” في الفلسفة الهندية)، وأن اختلال تدفّق هذه الطاقة يؤدي إلى اضطراب نفسي أو سلوكي أو حتى عضوي.
ويهدف علم الطاقة إلى إعادة التوازن لهذه الطاقة عبر الوعي، التنفس، التأمل، الحركة، الصوت، أو اللمس.
الجذور الفلسفية والفكرية:
في الفلسفة الشرقية القديمة:
- في الهند يُعرف هذا المبدأ باسم البرانا (Prana) أي طاقة الحياة.
- في الصين يُعرف بـ تشي (Chi) أو تشي كونغ (Qi Gong) وهي الطاقة التي تسري في خطوط الطاقة.
- في اليابان تطوّر إلى الريكي (Reiki)، وهو أسلوب علاجي يعتمد على نقل الطاقة عبر اللمس أو النية
- في التصوف والروحانيات الإسلامية والمسيحية واليهودية: تُشير المفاهيم القديمة إلى "النفَس الإلهي" أو "الروح" كقوة حياة كامنة في الإنسان، وهي ما يُعادِل الطاقة الحيوية في المفاهيم الشرقية، ولكن في إطار إيماني وأخلاقي يربطها بالله لا بالكون فقط.
التحليل العلمي :
من وجهة نظر علمية بحتة، لا يوجد حتى الآن دليل تجريبي مباشر يثبت وجود "طاقة" غير فيزيائية تُقاس بأجهزة أو يمكن نقلها بين الأفراد كما في الريكي أو الشاكرات.
الجانب التطبيقي في العلاج السلوكي والاجتماعي:
يُستخدم علم الطاقة الروحية اليوم في برامج العلاج السلوكي المجتمعي، وتشمل تطبيقاته:
- العلاج بالتأمل والتنفس
- تحرير المشاعر
- الريكي والعلاج بالنية
- توازن الشاكرات السبعة
- العلاج بالذبذبات واللون والصوت
هنا عزيزي القارئ سأفصل كل نقطة في العلاج التي ذكرتها سابقأ لكي أبين لك الدجل في علوم الطاقة:
العلاج بالتأمل والتنفس:
تحرير المشاعر:
الفكرة الجوهرية لتحرير المشاعر هي إحدى طرق العلاج الطاقي التي تقوم على مبدأ أن المشاعر السلبية ليست أفكارًا فقط، بل طاقة متكدسة داخل الجسد في مسارات معينة من الطاقة (تُسمّى Meridians). عندما يتعرض الإنسان لصدمة أو خوف أو ألم عاطفي، تتجمّع طاقة هذا الشعور في نقطة معينة وتُحدث انسدادًا في تدفق الطاقة. هذا الانسداد، إن لم يُحرّر، يتحول مع الوقت إلى قلق، توتر، نوبات غضب، أو حتى أعراض جسدية. يُنظر لها كطريقة لـ فتح هذه الانسدادات الطاقية من خلال النقر بالأصابع على نقاط محددة في الجسم (تشبه نقاط الوخز بالإبر الصينية) أثناء الاعتراف الواعي بالمشاعر والتعبير عنها لفظيًا.
اما المبدأ الروحي العميق، في جوهرها تقوم على المصالحة بين العقل والقلب. فبدلًا من مقاومة المشاعر المؤلمة (الغضب، الخوف، الذنب...)، يدعو الممارس الشخص إلى الاعتراف بوجودها بحب وقبول، لأن الطاقة لا تُشفى بالرفض بل بالاحتضان.
فإن الاهتزاز الناتج عن النقر + النية + القبول يؤدي إلى تحرير الاهتزاز العاطفي المحبوس، فيعود التوازن بين الروح والعقل والجسد. فالآلية الروحية أثناء الممارسة يوجّه المعالج الشخص إلى التركيز على مشكلة عاطفية محددة مثل: شعور بالذنب من الماضي، أو خوف من الفقد، أو جرح ناتج عن علاقة،أو قلق مزمن. ثم يبدأ تسلسل النقر وغالبًا ما يكون على النقاط التالية: نقطة الكاراتيه (جانب اليد)، الحاجب ،جانب العين ،تحت العين ،تحت الأنف ، الذقن خلال النقر، تُكرّر عبارات الوعي والقبول مثل:
“حتى وإن كنت أشعر بالألم، أختار أن أسمح له بالرحيل.”
“أقبل هذا الشعور، وأحرره من جسدي وطاقتي.”
وهنالك أيضاً ما يدعى البنية الطاقية الرمزية، في الفلسفة الطاقية، يُعتقد أن النقر ينشّط مسارات الطاقة الدقيقة التي تمر عبر:
- شاكرة القلب: لتحرير مشاعر الحزن، الندم، أو الحب المؤلم.
- شاكرة الحلق: للتعبير عن مشاعر مكبوتة لم تُقل.
- شاكرة الجذر: لتحرير الخوف المتجذر أو الإحساس بعدم الأمان.
- شاكرة التاج: لإعادة الاتصال بالسلام الداخلي والإيمان.
الريكي والعلاج بالنية:
كلمة ريكي يابانية تتكوّن من جزأين:
- Rei : تعني "الطاقة الكونية الإلهية" أو "الروح العليا".
- Ki : تعني "الطاقة الحيوية الفردية" التي تسري في كل كائن حي.
إذن، "ريكي" تعني اتحاد الطاقة الإلهية الكونية مع طاقة الإنسان الحيوية في عملية شفاء متبادلة، فالفكرة الروحية منها هي أن الطاقة الإلهية موجودة في كل شيء، وأن الإنسان عندما يكون في حالة صفاء داخلي ونيّة نقية، يصبح قناةً لمرور هذه الطاقة نحو نفسه أو الآخرين. الريكي لا “يُنتج” الطاقة، بل يفتح قنواتها، بحيث تتدفّق من المصدر الكوني إلى الجسد المادي والطاقي للمُستقبِل.
- النية : النية هي المفتاح. عندما ينوي الممارس الشفاء بحب وصفاء، فهو يفتح البوابة التي تسمح للطاقة الكونية بالعبور.النية ليست مجرد فكرة عقلية، بل اهتزاز عاطفي متكامل يعبّر عن حب ورحمة غير مشروطة.
- القناة : الممارس لا “يعالج” بذاته، بل يصبح وسيطًا بين المصدر الكوني والمستقبِل.لهذا السبب يُقال إن الممارس الحقيقي لا يتعب، لأنه لا يستخدم طاقته الخاصة بل الطاقة الإلهية الكونية.
- القبول : الشفاء لا يحدث بالسيطرة بل بالاستسلام؛ أي أن الممارس والمتلقي كليهما يسمحان للطاقة بأن تعمل بحرّيتها دون مقاومة عقلية.
- التحضير الداخلي: يبدأ الممارس بتنظيف مجاله الطاقي بالتنفس والتأمل واستحضار نية النقاء. ثم يضع يديه في وضع الصلاة أمام القلب ويقول في سره: “أطلب أن أكون قناة للنور الإلهي من أجل خير هذا الشخص، بأعلى طاقة حب ونور.”
الاتصال بالمصدر:
يتخيّل شعاعًا من النور الأبيض أو الذهبي يدخل من تاج الرأس ويتدفّق إلى القلب ثم إلى اليدين. هذا الشعاع يرمز إلى الطاقة الكونية (Rei) التي تتحد مع طاقته الحيوية (Ki).- توجيه الطاقة: توضع اليدان فوق مناطق محددة من الجسم (أو على بعد بسيط منها). غالبًا يبدأ الممارس من الرأس ثم ينتقل تدريجيًا إلى الصدر، البطن، الركبتين، والقدمين بما يتوافق مع مراكز الطاقة (الشاكرات).
لا يُفرض على الطاقة مسار محدد؛ فالممارس فقط “يحمل النية” ويتركها تعمل.
النية الشفائية:
أثناء تمرير اليدين، يكرّر الممارس داخليًا عبارات مثل:
“أنا أسمح للنور الإلهي أن يملأ هذا المكان.”
“كل خلية تعود إلى تناغمها الأصلي.”
ليحدث الشفاء بما يتوافق مع خير الروح العليا. بعد الجلسة، يُغلق المجال الطاقي عبر تمرير اليدين حول الجسد بحركة دائرية خفيفة، ثم يُشكر النور الإلهي والمستقبِل على المشاركة في عملية الشفاء. ويأتي دور العلاج بالنية، النية في البعد الروحي ليست فكرة فحسب، بل ذبذبة كونية قوية.
فكل نية صادقة محمّلة بشعور (حب، شكر، تسامح، سلام) تصبح موجة طاقية تُبث إلى الكون وتُحدث استجابة.
في العلاج بالنية، يُقال إن الممارس:
- يستحضر صورة الشخص أو المكان أو الجزء المصاب.
- يستشعر شعور الشفاء وكأنه تحقق بالفعل.
- يرسل هذا الشعور عبر القلب، لا عبر الفكر.
الطاقة تتبع الوعي؛ فحين يتركز الوعي في نية نقية، يبدأ الاهتزاز الطاقي بالعمل — سواء وُجد المريض أمام الممارس أو في مكان بعيد. ولهذا نجد في الريكي مفهوم الشفاء عن بُعد حيث يُوجّه الممارس الطاقة إلى شخص في بلد آخر بمجرد استحضار صورته والنية لشفائه. يا إلاهي ما هذا الدجل والشرك والإعتماد على السحر ولكن لنكمل لتبيان حقيقتهم ودجلهم.
توازن الشاكرات السبعة
في الرؤية الروحية القديمة (الهندوسية والبوذية والتصوف الشرقي)، يُنظر إلى الإنسان ككائن مكوَّن من ثلاثة مستويات:
- الجسد المادي: الظاهر، وهو المركبة التي تتحرك بها الروح في هذا العالم.
- العقل والمشاعر: وهي مجال الطاقة الحيوية التي تُترجم الفكر إلى إحساس وسلوك.
- الروح أو الوعي الأعلى: النور الداخلي الذي يراقب كل ما يجري دون أن يتأثر به.
الطاقة (Prana أو Chi) هي التي تربط هذه المستويات معًا. حين تتدفق بحرية، يشعر الإنسان بالانسجام والسلام، وحين تُسدّ أو تختل، تنشأ المعاناة النفسية والمرض الجسدي. كلمة “شاكرا” في السنسكريتية تعني “العجلة” أو “الدوّامة”، وهي مراكز تدور فيها الطاقة في الجسد الطاقي (وليس المادي). كل شاكرة تُعدّ بوابة بين عالمك الداخلي والخارجي، تترجم التجارب والمشاعر إلى ذبذبات تؤثر في جسدك ووعيك. السبع شاكرات الرئيسية تمتد من قاعدة العمود الفقري حتى قمة الرأس، وترمز إلى رحلة الوعي من الغريزة إلى الروح من “أنا موجود” إلى “أنا واحد مع الكل”.
توازن الشاكرات لا يعني أن تكون كلها مفتوحة إلى أقصى حد، بل أن يكون تدفق الطاقة منسجمًا ومتناسبًا عبر المراكز السبع. فمثلاً، إذا كانت شاكرة الجذر ضعيفة (الخوف وانعدام الأمان)، فسيصعب على الطاقة الصعود نحو شاكرة القلب أو التاج. وإذا كانت شاكرة الفكر (العقل) مفرطة النشاط دون ارتباط بالقلب، يحدث انفصال بين التفكير والشعور — أي جفاف روحي. إذن التوازن هو تناغم بين الأرض والسماء داخلك: جذر مستقرّ في الواقع، وتاج منفتح على النور الإلهي. إن كل شاكرة تمثل درساً روحياً في رحلة الوعي الجذر يعلّمك الأمان، العجز (السرة السفلى) يعلّمك التمتع والحدود، الضفيرة تعلمك القوة، القلب يعلمك الحب، الحنجرة تعلمك التعبير، العين الثالثة تعلمك البصيرة، والتاج يعلمك الاتحاد بالمصدر.
العلاج بالذبذبات واللون والصوت
في التصور الروحي القديم (من مدارس الهرمسية، والتاو، والريكي، والشامانية)، الكون كله ليس مادة صلبة، بل وعي متذبذب.
كل ذرة، وكل فكر، وكل عاطفة هي موجة أو تردد طاقي.
من هنا جاءت المقولة الهرمسية القديمة:
“كل شيء اهتزاز” — Everything is vibration.
الروح في أصلها “نغمة” نقية في هذا السيمفونية الكونية، لكن مع مرور الوقت تتكدّس حولها ذبذبات مشوَّشة من الخوف، الحزن، الكبت، أو الذنب. العلاج بالذبذبات هو إعادة هذه النغمة إلى ترددها الأصلي. فجوهر العلاج بالذبذبات هو أن “كل عضو، كل خلية، وكل شعور له تردده الخاص.”عندما يتشوّه هذا التردد، يُرسل الجسد أو النفس “نغمة غير متناغمة” في منظومة الوجود، فتظهر على شكل ألم جسدي، اضطراب نفسي، أو فقدان للطاقة الحيوية. المعالج الطاقي في مدارس الريكي أو الشامانية،لا “يعالج” بالمعنى الطبي، بل يقوم بـ إعادة ضبط التردد . ويتم ذلك عبر وسائل رمزية مثل:
- النية الواعية : وهي ذبذبة العقل الأعلى.
- اللمس الطاقي أو “توجيه الكفّ” (في الريكي).
- الأصوات المقدسة مثل الـ “أوم” أو “هو” أو أصوات الطبول في الطقوس الشامانية.
- اللون والضوء كرمز للذبذبة المرئية.
.png)
أتشرف وأسعد باستقبال تعليقاك على المقال وقراءة رأيك فيه