يوجد بعض العينات البشرية وهم للأسف في ازدياد ملحوظ وخاصةً في مواقع التواصل الاجتماعي، يستخدمون حُجة الرأي الشخصي لإعطائهم الضوء الأخضر للتدخل في شؤون الآخرين، مُعطين لأنفسهم الحق بإصدار الأحكام التي من الممكن شئنها تدمير سمعة الإنسان بل من الممكن مستقبله الحياتي والاجتماعي، والسبب فقط يعود لنظرة صاحب مقولة ( رأي الشخصي ولي الحق في طرحها ) .
ومن هُنا أسأل صاحب هذا الرأي سؤالاً واحداً فقط: " ماهي خلفيتك الثقافية والمعرفة المجتمعية التي تخولك لإطلاق الأحكام على الأشخاص؟ " ، إذا كان جوابه هو مجرد رأي هنا أقف بكل ما أوتيت من قوة لردع أقواله وإصدار الأحكام على الناس، الشيء الذي أنت تراه خطأً ليس بالضروري أن يكون خطأً بالنسبة للآخر، والعكس صحيح فهنالك شخصيات و أعراف وبيئات أسرية وتربوية مختلفة ولا نتشابه بها إلا بما هوا نادر. ولكن بشكل مجمل نختلف فيها.
تسيير الدين والدلائل الشريعة للآراء الخاصة /
من الممكن، بل من المتأكد إذا لم يستطع إجبارك وإقناعك على تقبُل رأيه الشخصي، يستخدم معك أسلوب قال الله وقال الرسول. فيُصبح يُفسر الدلائل على هواه ورأيه الشخصي، على سبيل المثال: كشف المرأة لوجهها، من المعروف أن كشف المرأة لوجهها مختلف فيه من الناحية الشرعية من العلماء، فمنهم من يتبنى تغطية الوجه ومنهم من لا يرى حرجٌ في ذلك. فيأتي صاحب الرأي الشخصي يقول: ( أية امرأة تكشِف وجهها هي غير محترمة )،ويوجد بعض عينات البشر من يقول عنها ( زانية ) والعياذ بالله، وسبب هذا الرأي ليس دينياً بل هي ناتج تربية بيئته التي تربى فيها أو ناتج توجه ديني متبنيه.
يقوم بذكر أدلة الحجاب ويسردها لك، وعندما تناقشه في تفسيرها الصحيح يذكر لك العالم الذي ينتمي أليه أو يطرح لك تفسيره وفهمه الخاص للدليل، فالعُرف الذي تربى فيه يتحول إلى دليل شرعي يُطلق لإصدار الأحكام والآراء على الآخرين.
الخلاصة /
نحن البشر ليس لنا الحق في إصدار أحكام على الآخرين، فلسنا موكلين لنقوم بدور شرطي المجتمع، فلدينا ثوابت دينية نتماشى معها فالحرام بين والحلال كذلك وما دونهما مختلفٌ فيه. وحتى الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر الذي كثير من الناس يحتجون بتطبيقه على الآخرين، لابد من توفر شروطه وهي الفقه ماهوا المعروف الذي تأمر به والمنكر الذي تُنكر عليه، فلابد من التفريق بين ما تربيت عليه في بيئتك وما بين المعروف والمنكر الحقيقي في الدين، فكما ذكرت سابقاً الحلال والحرام بين وما دونهما مختلف فيه، وما تراه خطأ ليس بالضروري يكون خطأ للآخرين .
أتشرف وأسعد باستقبال تعليقاك على المقال وقراءة رأيك فيه