ضع نفسك في ورطة

 الكثير منا يسأل دائماً كيف أكون إنسان ناجح في الحياة؟ أو السؤال الآخر، كيف لهؤلاء الناس لديهم كل هذه الخبرة؟ أو كيف أكون شخص ذو خبرة في الحياة؟ 

أسئلة كثيرة تدور في أخلادنا ونتسائل كيف نكون؟ والحل بسيط ولكن لابد أن تتحلى بالحذر والصبر معناً، وهي أن تضع نفسك في ورطة! نعم عزيزي القارء أن تضع نفسك في ورطة.

يبدوا أن هذا الحل لن يُعجب الجميع ولن يتقبلوه ويعتبروه ضرب من الجنون، وقولون في أنفسهم حياتنا لا تستحمل مشاكل و هموم أكثر من من الذي نحنُ فيه، ولكن هذا هو الحل. كيف لك أن تكتسب الخبرة والمعرفة من دون تجربة؟! كيف لك أن تعرف أسرار وخبايا الحياة دون أن تعيش تجربة حقيقية تخوض غمار حروبها بنفسك؟! لو راجعت وقرأت سير الناجحين ستجد بأن نجاحاتهم تكونت من خلال تجربة قد خاضوها ومن خلال صعوبات ( ورطات ) عاشوا تفاصيلها بحلوها ومرها، فتكونت لديهم المعرفة والخبرة التي قادتهم لنجاحاتهم وانجازاتهم التي هُم عليها اليوم. 



كيف تضع نفسك في ورطة؟ 

الحياة عبارة عن مجموعة من الممارسات التي بدورها تكون الخبرة لديك، وأنت بالفعل تمارس هذه الأفعال منذ كنت طفل إلى الآن، كيف تكونت ليدك معرفة أن ملامسة الأشياء الساخنة مثل كباية الشاي بأنها سوف تسبب لك حروق؟ كيف تكونت لديك المعرفة بأن الفلفل الحار سوف يحرق لديك لسانك وتريد الماء البارد لتخفيف وطئ حرارته؟ كيف تكونت لديك المعرفة أن القفز من أماكن مرتفعة سوف تسبب لك الأذى والألم؟ كيف تكونت لديك المعرفة والخبرة بالوقوف على قدميك والمشي في أولى خطواتك؟ 

والجواب على هذه الأسئلة هي التجربة، فإن لم تُجرب هذه الأشياء لما علمت بها وبتبعاتها عليك فتكونت لديك المعرفة والخبرة بها. قد يدور في خُلدك المعرفة والخبرة في هذه الأمثلة قد تأتينا توجيهات من الأبوين عليها، والسؤال الذي اسألك إياه هل اكتفيت من توجيهات والديك في معرفة السلبيات والأضرار بتلك الممارسات أم التجربة والممارسة؟ 

كذلك في حياتك، عليك أن تجرب الشيء المراد أن تكون عليه كمثل إذا أردت أن تكون تاجراً لابد أن تخوض تجربة التجارة وتمارس افعالها وهنا يأتي دور ( الورطة )، هي أن تُدخل نفسك في هذا العالم وتكسر حاجز الخوف لديك، ومن المؤكد بأنك سوف تخسر هذه التجارة ومن هذه الخسارة تكتسب الخبرة وتتعلم أُسس التجارة وطرق التعامل معها، وقس على ذلك جميع المهارات والخبرات التي تود أن تكتسبها. 

هل الإقدام يسبب المتاعب؟ 

الإقدام على أمرٍ ما في حياتك سواء بداريه وحساب وبحث أو لا يسبب لك المتاعب، ولكن قدر وحجم هذه المتاعب يختلف بالدرجات إذا كان الأمر محسوباً أم لا فكل ما كان الإقدام مدروساً كل ما كانت المتعب أقل حدة وحجماً والعكس صحيح، ولكن في كلتا الحالتين تكوين الخبرات الجديدة في حياتك وتعلم المهارات لابد عليك أن تدفع ثمنها وتحديد قيمة الثمن أنت من تحدده لا أحد غيرك. 

هناك مقولة تُعجبني وأتخذها خارطة طريق في حياتي ( النجاح يأتي على طبقٍ من تعب )، لا توجد خبرة أو معرفة أو مهارة تكتسبها تأتيك على طبق من ذهب فلكل شيء له ثمنه الذي تدفعه. 

الخلاصة 

تكوين العادات والنجاحات والخبرات والمهارات تأتي بالإقدام عليها ولا تأتيك على طبقٍ من ذهب بل على طبقٍ من تعب، فإذا أردت أن تكتسب هذه الخبرات التي تشاهدها على الآخرين من حولك، عليك أن تُقدم وتخوض هذه التجربة بنفسك لتتكون لديك هذه المهارات والخبرات، أقدم (ورط) نفسك بطريقة محسوبة ومدروسة لكي تُخفف وطئت ألمها عليك وسجل كل البيانات وقت ممارستك لهذه التجربة من أخطاء وممارسات، فالتسجيل يُعطيك بيانات تُحسن من عملية التعلم اكتساب الخبرات والمهرات لأجل المرات القادمة تتجنب الأخطاء وتبدأ بالشكل الصحيح.  

الكاتب هتان المدني
بواسطة : الكاتب هتان المدني
هتان المدني كاتب ومؤلف لدي كتاب بعنوان ( في سجن عزلتي )، بدأت الكتابة قبل حوالي سنة ونصف ولكن تجربتي الشخصية التي أنت عنها كتابي كلفتني عزلة مجتمعية أكثر من ثلاث سنوات
تعليقات