في حياتنا اليومية، نعيش وسط عادات نمارسها بدون وعي، بعضها يساعدنا على النجاح والسعادة، في المقابل يشكل البعض الآخر عقبات أمام تحقيق أهدافنا. فتكوين العادات الحسنة وترك العادات السيئة ليس بالأمر السهل ، لكنه ممكن إذا ما فهمنا أسس تكوين العادات وكيف نغيرها.
الحياة
مليئة بالمهام والتحديات، والسعي لتكوين عادات جديدة حاجة متعبة ولكن قوة العادات
تكون في بساطتها وتأثيرها العميق على حياتنا.
أريد أن اسالك سؤال
هل
فكرت في يوم كيف لعادة صغيرة، مثل قراءة كتاب لدقائق معدودة يوميًا أو انك تستيقظ من
النوم بدري، أن تغير مسار حياتك بالكامل؟
العادات هي ما يشكل نمط حياتنا، فهي تمثل قرارات صغيرة متراكمة تشكل شخصية قوية، أو على النقيض، قد تكون عوائق تعيق طموحاتنا. تكوين العادات الحسنة وترك العادات السيئة هو فن وإستراتيجية، تتطلب الوعي والإصرار، لكنها تقودنا إلى حياة أفضل وأكثر اتزانًا.
في البداية خلينا نعرف العادات وكيف تتكون؟
العادات هي سلوكيات نكررها بانتظام حتى تصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، تتكون العادات من ثلاث مراحل رئيسية: المحفز، والسلوك، والمكافأة.
يتعرف عقلنا على المحفز، ويؤدي السلوك تلقائيًا، ومن ثم يحصل على المكافأة التي تعزز هذا السلوك.
خطوات تكوين العادات الحسنة
في
خطوات بسيطة وفعالة لتكوين العادات الحسنة خليها جزء ثابت في حياتك اليومية:
1.ابدأ
بخطوات صغيرة:
اختار
عادة بسيطة وسهلة التنفيذ في البداية، مثل ممارسة الرياضة لخمس دقائق يوميًا أو اشرب
الماء كل صباح.
العادات الصغيرة يسهل الحفاظ عليها وتطويرها تدريجيًا.
2.حدد
هدفً واضحً:
وضوح
الهدف يساعدك في التركيز، فبدل ان تقول "اريد أن أكون اكثر صحة"، حدد هدفً
مثل "اريد أن امشي كل يوم مدة 15 دقيقة في الحي".
عندما تحدد الهدف في مهمة، تحفز عقلك انه يعطيك المحفز القوي لكي تقوم بهذه المهمة، اما لو تركت الهدف بشكل عام سوف تكثر لديك الخيارات عن الصحة وتتشتت ولا تقوم بفعل شيء.
3.
خصص وقتًا محددًا:
من
الأفضل تحديد وقت ثابت لممارسة العادة الجديدة، مثل انك تقوم فيها بعد ما تستيقظ من
النوم أو قبل النوم.
هذا الربط يسهل التذكير ويعزز الاستمرارية.
4.
استخدم التذكيرات:
استخدم التنبيهات على جوالك أو ضع ملاحظات في أماكن بارزة لتذكيرك بالعادة الجديدة، خاصة في البداية حتى تسير عندك تلقائية.
5.التدرج
والاستمرارية:
التغيير
التدريجي يجعلك تنجح بشكل أكبر في تبني العادات.
زد المدة أو التكرار بشكل تدريجي ولا تشعر بالإحباط إذا فاتتك أيام، الأهم هو العودة والاستمرار.
6.
كافئ نفسك:
المكافآت
الصغيرة بعد ما تتم العادة تعزز الدافع وتجعلك تستمر.
مثلاً، استمتع بكوب القهوة المفضل لك بعد ممارسة التمرين، أو أشعر بالإنجاز عند إتمام قراءة جزء من كتاب.
7.
تابع تقدمك:
استخدم
دفتر يوميات أو تطبيق على جوالك لتتبع أدائك وتقدمك.
رؤية التقدم ترفع من معنوياتك وتدفعك للاستمرار.
8.
ابحث عن شريك:
وجود شخص يشاركك في تكوين العادة الجديدة يزيد من احتمالية الاستمرار، سواء كان شريكًا في التمرين أو صديق يشجعك على الالتزام.
بتطبيق هذه الخطوات، تستطيع من تكوين عادات حسنة تدفعك لحياة أكثر صحة وتوازن، وهذا يعزز من نجاحك وسعادتك الشخصية.
كيف تتخلص من العادات السيئة؟
التخلص
من العادات السيئة من الممكن تفتكر بأنها صعبة، لكن مع الوعي والإصرار، تستطع تحقيق هذا الهدف
تدريجيًا.
وهذه الخطوات فعّالة تساعدك في التغلب على العادات التي تعيق تقدمك:
1. تحديد
العادة وفهمها:
الخطوة الأولى هي تحديد العادة السيئة بدقة ومعرفة الأسباب التي تدفعك للقيام بها، اسأل نفسك: متى تحدث هذه العادة؟ ماهوا الشيء الذي يحفزك على ممارستها؟
هذا الوعي سوف يعطيك فهم أكبر للسلوك ويجعلك أسهل للتغيير.
2. البحث
عن محفزات العادة:
كثير من العادات السيئة ترتبط بمواقف أو مشاعر معينة، مثل التوتر أو الملل. عندما تعرف المحفزات التي تدفعك لممارسة العادة السيئة، تستطع أن تبدء في تجنبها أو التعامل معها بطرق أخرى.
3. استبدال
العادة السيئة بأخرى حسنة:
حاول
استبدال السلوك السلبي بسلوك إيجابي.
على سبيل المثال، إذا كنت تأكل اكل غير صحي عندما تكون متوتر، جرب أن تمارس رياضة المشي أو مارس التنفس العميق.
الاستبدال يسهم في استبدال الشعور السلبي بشيء مفيد.
4. التدرج
في التخلي عنها:
لا تتوقع أنك سوف تتخلص من العادة السيئة بين يوم وليلة؛ خذ الأمور ببطء، قلل من ممارسة العادة تدريجيًا حتى تستطيع من انك تبعد عنها كليًا.
5. إحاطة
نفسك بالدعم:
تحدث مع أشخاص مقربين منك عن رغبتك في تغيير هذه العادة، واطلب دعمهم، وجود أصدقاء أو أفراد عائلة يشجعوك سوف يساعدك على البقاء ملتزم بقرارك، ولكن اختر الأشخاص المناسبين لك والتي تعرفهم جيداً لكي تضمن نجاح خطة الدعم فلا تدري من يكًن لك الضغينة والحقد فيقوم بإحباطك بدلاً من دعمك.
6. كافئ
نفسك عند التقدم:
كل ما لاحظت تقدم في الابتعاد عن العادة
السيئة، اعطي نفسك مكافأة صغيرة. هذي المكافآت تعزز من رغبتك في الاستمرار وتثني على
جهودك المبذولة.
باتباع
هذه الخطوات، يمكنك التخلص من العادات السيئة وتحسين نمط حياتك بشكل عام، مما
يجعلك أكثر قدرة على تحقيق أهدافك الشخصية والمهنية.
الخلاصة
قوة العادات الجيدة في تعزيز إنتاجيتنا وتحسين صحتنا النفسية والجسدية. فبتكوين عادات إيجابية، نشعر بمزيد من الثقة والرضا، وهذا ما يدفعنا للتطور والنمو في جميع مجالات حياتنا.
إن تكوين العادات الحسنة وترك العادات السيئة هي رحلة تتطلب الإرادة والصبر، لكنها تستحق الجهد لأنها تقودنا نحو حياة مليئة بالتوازن والإنجازات.
أتشرف وأسعد باستقبال تعليقاك على المقال وقراءة رأيك فيه