ماهوا المقصود بكملة التقليدي؟ هو أن يقعد مع الشخص مرة إلى مرتين لتقرر الزواج منه، فالأعراف الاجتماعية والعادات والتقاليد تستمر دائماً، لكن إن ساهمت في خلق علاقات غير سوية، سينشأ عنها جيل مفكك بتربية غير واعية، وسنؤسس لمجتمع فاقد الوعي والنضج.
التقليد الأعمى للآباء والأجداد واستنساخ العادات دون دراسة أبعادها وانتقاء الصاح منها ليستمر، وإزالة الخاطئ منها لكيلا يؤثر سلبياً في أبناء المجتمع، هوا أمر لن يعود علينا بأي فائدة.
الاحتفاظ بجميع العادات والتقاليد والدفاع المستميت عنها وكأنها جزء من هويتك الذاتية ليس أمراً سوياً، أن تدافع عن عادة مثمرة أو تراث جميل مثل الزيارات الأسرية الأسبوعية ليس أمراً خاطئاً، لكن إن كانت العادة تضر وتم إثبات مساوئها من الناحية العلمية فلمَ لا نستجيب؟
الكون في حالة حركة مستمرة وتغّير، والشيء الوحيد الثابت فيه هوا التغيير والموت، ولن تتطور حضارة تعيد إنتاج نفسها، فكيف يقام عقد يحدد مصير إنسان لسنوات، وأطفال مدى الحياة وتتم إقامة شروطه بعد معرفة الشخصين لبعضهما لمدة قد لا تزيد على ساعات؟
هناك سؤال بسيط : قبل أن تقدم على اختيار صديق مقرب تثق فيه، ألن تكون قد اختبرت مواقف هذا الشخص لمدة أشهر؟
لو سُئلت عن احتمالية نجاح زواج شخصين إذا تم إعطاؤهما فترة طويلة للتعارف لأشهر مقابل فترة لا تزيد على بضع ساعات، ما خيارك المنطقي؟
الإجابة على هذه الأسئلة بديهية لا تحتاج إلى تفكير، لكن للأسف عندما يؤدلج الإنسان ويبرمج بتقاليد الأولين ويعتقد أنها مقدسة، هنا تكّمن المشكلة. فالعقل البشري للأسف يؤمن بالشيء ثم يبرهن على صحة اعتقاده، وهذه مغالطة منطقية تدعى مغالطة التوكيد، أي أن عقولنا تؤمن بهذه العادات بلا خيار منّا.
للأسف لا يوجد منهج مدرسي علمي لتعليم الأساسيات المنطقية لتفحص التقاليد، فنقوم بحشد جميع الأدلة لتأكيد موروثاتنا ولماذا هي الصحيحة وعَداها خاطئ، للأسف العقل اللاواعي يحاول دائماً المحافظة على مألوفة ويقاوم بشدة أي تغيير.
اختيار الشريك المناسب /
أول قاعدة يجب توفرها، هي الأسس العلمية السوية للتعارف، وذلك خلال الفترة التي تتراوح من تسعة أشهر إلى سنة، يجب عليك أن تلاحظ بدقة الأفكار والسلوكيات أبعاد الشخصية لتعرف كيفية قياس توافقك مع الشريك.
فالعقلية التقليدية، يُقصد بها الشخص الذي لا يتعدى تفكيره إطار موروثاته وعاداته وتقاليده و أعرافه ومعتقدات بيئته، شخص محافظ على ما نشأ عليه كما هو دون تغيير.
أما العقلية المنفتحة، هوا الشخص الذي يكون في حالة مستمرة من مراجعة كل موروث وتفحصه، ويبني على أساسه مفاهيم خاصة فيه، قابل للارتقاء بوعيه ومتقبل لفكر الآخر ولكل فكر جديد يضعه تحت مجهر التحليل.
ونوع آخر من الانفتاح الفكري غير الواعي، يكون على شكل الانغماس في الرغبات المكبوتة دون القيام بأي بحث خاص فقط للمتعة، وهذا لا يعتبر انفتاحاً أبداً.
فيما يخص الهدف والإنجاز، شخص روتيني يعيش بكسل وتسويف ولا يسعى لتطوير ذاته ولا يملك هدفاً واضحاً، فقط يريد أن يكمل الحياة كما هي ولا يملك طموحاً واضحاً لنفسه، وشخص نشيط عملي لديه جدولة لمهاراته وهواياته ويحاول أن يعمل بشغفه أو يصنع عملا خاصا به يمثله ودائم التطوير في ذاته.
ومن الأمور المثيرة أيضاً في اختيار الشريك المناسب هوا الشكل ، ويكون نسبي، ويجب أن تختار شخصاً تشعر بتقبل شكله.
لك الحق في اختيار من تشعر بالراحة معه، وإذا شعرت أنه لا يناسبك لا أُفضل الاستمرار، إلا إذا شعرت بجاذبية عالية له في فترة التعارف، الجاذبية ليس أساسها الشكل وقد تتكون مع شخص لن تتقبله أول الأمر.
"أليس الجمال جمال الروح؟ فكيف نتحدث بهذه الطريقة؟"
بالتأكيد الجمال الحقيقي يكمن في الروح والعقل والشخصية، ولكن هذا لا يعني أن تجبر نفسك على تقبُل شريك لا تقبله.
أتشرف وأسعد باستقبال تعليقاك على المقال وقراءة رأيك فيه