إن مقدرتك على الاستماع جيداً في محادثة اجتماعية أو عملية، من شأنها أن تساعدك بنفس قدر أية مهارة أخرى تكتسبها، إحدى أهم صفات أي قائد هي القدرة على جمع المعلومات من خلال طرح الأسئلة والإنصات الحريص على الآخرين قوله.
إن قدرتك على التواصل العاطفي مع الناس، أي بذكاء عاطفي، لا غنى عنه من أجل نجاحك، وربما كانت أكثر أهمية من حاصل ذكائك، ومن أهم صفات الذكاء العاطفي على أنها تعاطف ، أو القدرة على أن تكون واعياً بما يقوله من حولك وما يقصدونه حقاً، وأن تتحلى بالحساسية تجاه ذلك.
العوامل الأربعة الأساسية للاستماع الفعال /
1. استمع بانتباه /
استمع دون أن تقاطع الحديث. استمع في صمت تام، كأنه لا يوجد شيء في العالم كله أهم عندك في هذه اللحظة مما يقوله لك الشخص الآخر. إذا رغِبَ أحدهم في التحدث إليك وخصوصاً في المنزل، فأقطع على الفور جميع أنشطتك الأخرى وامنحه انتباهك الكامل وركز عقلك فقط على ما يقوله لك الشخص الآخر.
فهذا السلوك كفيل بأن يجعلك تحصل على تقدير فوري من الطرف الآخر، وكذلك فإنه سيمنحك قوة عاطفية هائلة في المحادثة.
2. تأنى قليلاً قبل الرد /
بدلاً من ان تبدأ بالحديث قبل أن يلتقط الطرف الآخر أنفاسه، فلتتمهل وتصمت من ثلاث إلى خمسة ثوان، دع الصمت يسود، استرخٍ وحسب.
عندما تصمت للحظة فإن ثلاث أشياء تتحقق، جميعها جيدة :
أولاً / سوف تتجنب بذلك مقاطعة حديث الشخص الآخر إن كان قد توقف ليتابع تسلسل أفكاره قبل أن يستكمل كلامه.
ثانياً / بتوقفك قليلاً، فإنك تُعبر للشخص الآخر على أن ما قاله كان مهماً، وأنك تتدبره في ذهنك بكل اعتناء وهذا يدعم القيمة الشخصية للمتحدث ويجعله يرى فيك شخصاً أكثر ذكاء وجاذبية.
ثالثاً / إنك بهذا تستمع فعلياً للآخر، ليس لما يقوله فقط، ولكن لما يقصده أيضاً ، وعند مستوى عقلي أكثر عمقاً.
3. اسأل سؤال استيضاح /
حاذر من أن تفرض أنك تعرف بالضبط ما يقصده الشخص الآخر بكل كلمة قالها ـ بدلا من ذلك، ساعده على أن يتوسع حول آخر نقطة عن طريق سؤالك له " بأي معنى؟ " أو " ماذا "، من يطرح الأسئلة يمسك بزمام الحوار.
4. تقديم المردود /
بمعنى، إعادة صياغة ما سمعته بكلماتك أنت. هذا هوا الاختبار الحاسم للاستماع الفعال، وهو البرهان على أنك كنت تولي حديث الطرف الآخر اهتماماً حقيقياً، بدلاً من الانخراط في الاستماع الزائف، الذي أصبح شائعاً اليوم.
الإنصات باكتراث /
أن الاستماع الفعال يعني الإنصات باكتراث. فهوا ليس الاستماع الذي مفاده ( أعرني أُذنيك وسوف أروي لك قصة ) ، بل يتعلق بإقناع الشخص المتحدث بأنك منخرط كل الانخراط فيما تقوله.
أدوات لكي تكون منصت جيد :
جرب تلك التقنيات الخاصة بالاستماع الفعال : الإنصات، التوقف للحظة، طرح أسئلة منتقاه، وإعادة صياغة ما قاله المتحدث.
جرب تقنية واحدة في كل مرة، ابدأ بممارسة الإنصات الحريص في المنزل، وفي العمل و لا تحاول ان تقاطع حديث الآخر أبداً، كل ما عليك فعله هوا أن تُعير أذناُ صاغية لكل كلمة من كلمات الشخص الآخر.
تَمرن على التحكم في مسار المحادثة والإمساك بزمامها عن طريق استخدام تلك التقنيات المتنوعة فسوف تكتشف أن بوسعك تحقيق تواصل أعمق مع أي شخص خلال دقائق قليلة، عن طريق طرح الأسئلة والاستماع الحريص للإجابة، مما يتجاوز في فعاليته أسابيع عديدة من الاكتفاء بأن تتحدث أنت على مسامعه طيلة الوقت.
أتشرف وأسعد باستقبال تعليقاك على المقال وقراءة رأيك فيه