العنوسة ومعركة الأنثى الضروس

 في البداية  أود أن أطرح سؤالاً مهم جداً ، هل مصطلح ( عانس ) موجود فعلاً أم هوا مجرد مصطلح أطلق للتنظير أو لإطلاق نظرات السخرية أو العطف على فئة معينة من النساء؟ 

كم من قلوب كُسرت وكم من دموع أذرفت وكم من تفكير أخرج هذه المرأة من واقعها وحياتها، وأصبحت بلا هوية أو تشعر بأنها ناقصة بين أطياف المجتمع، والسبب يعود لعدم دراية كافية في علوم الإنسان ونقص في الوازع الديني والمعرفي حول هذه المواضيع الحساسة، والتي في بعض الأحيان تؤدي إلى كوارث نفسية وجسدية على المتلقي لها، فعليك عزيزي القارئ سواء كنت ذكراً أو أنثى، أن تقرأ هذا المقال بكل تأني وتركيز لكي تتضح لك الأمور المخفية وبالأخص من الناحية النفسية. 



تعريف العنوسة / 

هوا مفهوم غير سوي تم إخراجه من مجتمع ذكوري لكي يرتبط استحقاق المرأة وقيمتها الذاتية بوجود رجل، ويعزز الشعور بالوحدة لدى المرأة.
فالحاجة لإنسان آخر في حياتنا يؤمن بنا ويدعمنا، لكي نكون نسخة أفضل من أنفسنا وهوا ليس بأمر خاطئ، لكن جعل هذا الشخص مصدر نستمد منه القيمة الذاتية بدل من أن يكون قيمة مضافة لحياتنا هو الخلل.

 إن فكرة تخيل وجود شريك قبل أن يأتي يحولنا لساردين الخيال، فأنت تعطي لعقلك نشوة الفاعل وتُسكن ألمه لحظياً، ولكن هذا سيضر، فأنت لا تعمل بالواقع على أي حال من الأحوال وبأي نتيجة حقيقية وتتمسك بأمل مزيف، كُن واقعياً وتذكر أن تعلقك بهذه النتيجة ستجعلك تندفع مع أي شريك محتمل وستصبح مُنفراً، لأنك ستكون متوفراً مستباح الحقوق وهذا منافٍ للجاذبية من الناحية التحليلية.


عقد نفسية للعانس والمطلقة /

وجود عقد نفسية مرتبطة بالعنوسة والطلاق، فالعانس هي الناقصة المسكينة المثيرة للشفقة التي لم يأتِ الرجل ليحررها ويكملها، والمطلقة هي المغضوب عليها التي لا تملك رجلاً يستر عليها. 
وهي أيضاً نظرة ذكورية تمثل سلطة الرجل على المرأة، وهنا تلاحظ كيف يعزز مفاهيم مثل ( عرض - شرف - ستر - عنوسة - مطلقة)، فكلها تأتي تحت نفس المفهوم الأساسي للذكورية والاستنقاص من حقوق المرأة.

 فالإدراك العاطفي يرتبط بالتجارب الواقعية المدروسة، فكلما عرفت بشراً أكثر زاد الإدراك الاجتماعي والعاطفي من التجربة. 
إذن العنوسة، هوا مفهوم مستحدث من البشر لكي يمارسوا تنظيرهم وعقدهم النفسية وتسلطهم على الغير، لا يوجد شيء اسمه الحزن أو الشفقة إن صح التعبير على امرأة لم تتزوج قط في حياتها، ونحسسها بأن حياتها قد تدمرت بسبب عدم وجود فارس الاحلام في حياتها. 

لا أنكر على أهمية الحياة الزوجية، فهي راحة واستقرار نفسي لكلا الطرفين وبناء أسرة وأبناء وممارسة حياة طبيعية في تربيتهم وتعليمهم وممارسة هذه النشاطات الجميلة، لا أنكر ان الحياة الزوجية جميلة إن كانت مع الشريك الصحيح وبينهم التفاهم والشد والجذب، ولكن ليس له داعِ أن نغرس شعور الذل والهوان وضعف الحيلة لمن لم يكتب الله له الارتباط، فالحياة فيها من الأنشطة والخطط الكثير التي تؤدي بك إلى قمم النجاح والعزة والسند . 


 


الكاتب هتان المدني
بواسطة : الكاتب هتان المدني
هتان المدني كاتب ومؤلف لدي كتاب بعنوان ( في سجن عزلتي )، بدأت الكتابة قبل حوالي سنة ونصف ولكن تجربتي الشخصية التي أنت عنها كتابي كلفتني عزلة مجتمعية أكثر من ثلاث سنوات
تعليقات