سوف ابدأ مقالي هذا بسؤال وهوا: هل تعتقد بأن الحروب فقط تكون بأسلحة فتاكة ونيران وقتال ميداني؟ إذا كُنت تعتقد هذا فأنت على خطأ كبير.
إذا أرادت الدول ضرب وإقامة حرب ضد أي دولة أخرى، فإن حرب الأسلحة يكون آخر خيار تضطر إلى استعماله، والسبب يعود لاستنزاف هذه الحرب على الدولة أو مجموعة هذه الدول التي أرادت الحرب الموارد المالية والطبيعية والبشرية، فالخيار الأنسب والأقل تكلفة لهم، تكون بشن حرب اجتماعية تُدمر معتقدات وقيم وتعليم المجتمع المستهدف، وهذا الذي قد حصل بالفعل في مجتمعاتنا للأسف.
فقد تم إقامة حرب مجتمعية لتدمير منظومة العائلة وجعلوا ما يُطلق عليه بحقوق المرأة وحقوق الرجُل، وتم التركيز على حقوق المرأة أكثر، بشكل أكثر من الوضع الطبيعي لمعرفتهم بسيكولوجية المرأة التي تعيش فيها، وسيكولوجيتها تتسم بالعاطفية أكثر من العقلانية، فتم زرع أفكار التعنيف والاضطهاد التي قد تعيشها، وزرعوا أيضاً بأنها حرة ومستقلة وقوية وأطلقوا عليه مصطلح ( strong Independent woman )، وترجمتها الحرفي ( امرأة قوية مستقلة ).
فتم ضخ حملات إعلامية وتسويقية وإقامة الندوات والجمعيات الحقوقية والدورات بشكلٍ مُخيف، حتى نجحوا في غرس هذا الفكر الضال والسام في المجتمع النسوي فأصبحوا وبكل أسف مجتمع مفكك لا يملكون إلا حُجج واهية مدمرة وتصل لغاية تعارضها مع الدين، فأصبحت المرأة تُحارب الرجل بحجة أنها قوية ومستقلة، والرجل يُحارب المرأة بسبب اعتناقها هذه الأفكار الهدامة والنتيجة صادمة جداً ومخيفة.
في تقرير لهيئة الإحصاء في المملكة العربية السعودية لعام 2023 للميلاد يقول: أن حالات الطلاق قد وصلت إلى ثلاثمائة وخمسون ألف ( 350,000 ) حالة طلاق، أي بمعنى ثلاثمائة وخمسون ألف بيت أسري قد هُدم.
لو افترضنا جدلاً بأن كُل أسرة متوسط عدد الأطفال فيها يكون طفلان، أي سبعمائة ألف ( 700,000 ) طفل في عام 2023 للميلاد فقط يعيشون بين أب وأم منفصلين. عدد مخيف جداً، ماهوا مصير هذا العدد من الأطفال بعد عشرون عاماً من الآن؟
لا نعلم ماهوا مصيرهم النفسي وأثرهم على المجتمع، وكل هذا بسبب حقوق الرجُل وحقوق المرأة، أنا قوية ومستقلة بذاتي ولديّ مساري الوظيفي ولا أحتاج إلى رجُل في حياتي.
والذي يُكدر صفو بالي، الحرب الضروس التي أشاهدها على مواقع التواصل الاجتماعي والتي هي بالمناسبة سبب انتشار الأفكار الهدامة بين المجتمع، فكل شخص أصبح لديه الحق برفع كاميرة جواله وتصوير نفسه وإلقاء قنابل هدم العقيدة والعادات والمجتمع، فيتم اندلاع الحرب بين الرجال والنساء وكلً يتهم الآخر بالتقصير حتى تصل بينهم إلى الشتائم المتبادلة.
فيأتي من هُم ينون الارتباط ويرون هذه الحرب مشتعلة فيعزفون عن هذا الارتباط، وأسمع كثير من الرجال يقولون "سيارة تعزك ولا زوجة تذلك" والمرأة تقول " مكياج يعزك ولا رجُل يذلك "، أصبحت السيارات ومستحضرات التجميل أهم وأجمل من تكوين أسرة جميلة وراحة نفسية ومودة ورحمة.
نعم أُحب أن أبشر الدول المحاربة لمجتمعاتنا، تهانينا قد نجحت حربكم وخططكم في هدم مجتمعنا و أسرنا وأطفالنا وما بنوه لنا آبائنا وتعلمناه من ديننا.
أتشرف وأسعد باستقبال تعليقاك على المقال وقراءة رأيك فيه