كيف تصبح مواجهاً للناس بالخطوات

 إن أردت معرفة ما إذا كان الشخص فعلاً يحب ذاته، أنظر أولاً إلى قوة المواجهة لديه، من يُحب نفسه ويعرف قيمتها وسيدافع عنها ويطالب بحقوقها ويرسم حدوداً واضحة ويكون قوي الحجة وذو مبادئ واضحة ولا يتنازل عنها إلا في حالات نادرة، ويكون هذا التغيير في المبادئ من قناعة واضحة. 



لنتخيل أن شخص كان في مقر عمله وأتى زميل له سَخِرَ من هيئته ولبسه، فعندها يكون هذا الإنسان لديه أحد درجات المواجهة التي سأذكرها وهي تتكون من ستة مستويات: 

1. السخرية الذاتية / 

وهي تعتبر من الدرجات السالبة، سيؤكد ما قاله له ويسخر من نفسه أكثر ويُعّتبر هذا النوع من أسوأ درجات الخضوع. 

2. ابتسامة الحرج والصمت/ 

وهي تعتبر من الدرجة الصفرية فلن يرد عليه وسيجعل الموقف يَمُر وكأنه لم يحدث أو يتبسم منحرجاً . 

3. اللطف والتبرير وابتسامة إحراج / 

وهي تعتبر من الدرجة الأولى فيقول أعرف أنك لا تتعمد الإساءة لي ولكن حديثك أزعجني وشكلي هذا ونمط ملابسي يُعجبني، ويستخدم الابتسامة للتلطيف من حدة الموقف للخوف من التصادم والتبرير الذاتي. 

4. اللطف / 

وهي تعتبر من الدرجة الثانية، لأنه يعلم لا يقصد إهانته وربما يمزح معه فقط، ولكن يقول له لا أُفضّل النوع هذا من المُزاح، ففي درجة اللطف يُمكن التبرير للآخر في بداية القول (أعلم أنك لا تقصُد)، وتستخدم فقط مع المقربين ومن تعرف يقيناً أنه لا يقصُد واسلوبه بشكلٍ عام محترم معك.

 هنا لم تَقُم بالتبرير الذاتي لأن التبرير لم يُطلب منك ولأنه يضعك في موقف الضعف فشتان ما بين التوضيح والتبرير، يكون التوضيح بكلمات محدودة أما التبرير يكون بالتفاصيل، قد أوضح إذا طُلب مني ولن أُبرر إلا لشخص يعرف قيمتي. 

5. الصرامة / 

وهي تُعتبر من الدرجة الثالثة، يقول هنا ( أنا لا أُحب هذا النوع من المزاح )، ستلاحظ هنا أن الطرف الآخر إما سيدخل في التبرير وتنتهي المواجهة وتكون قد وضعت حداً لكيلا يتكرر الفعل، وإما سيرد بأنك شخص حساس والمفترض منك ألا تتضايق من هذا السلوك، فيجب عليك الرد مباشرةً هنا، بأنه أمر شخصي ولا تسمح به، بدون أي تبرير لأي إنسان. 

الحدود نسبية بين البشر وهي لا تخضع للمنطق، فالأمر الذي قد يُضايقك قد لا يُضاقني والامر الذي تعتبره حداً بالنسبة لك قد لا أعتبره حداً بالنسبة لي، ولهذا أنت من توضح للناس ماهي حدودك وكيف يعاملونك، فالصديق الحقيقي سيحترم حدودك ولن يُسّخف من مشاعرك، أما المُزيف سيماطل ويتمادى. 

6. الوقاحة / 

وهي تعتبر من الدرجة الرابعة، ( نعم؟ )،( من طلب رأيك في شكلي؟ هل نظرت لنفسك قبل أن تتدخل في خصوصيات الآخرين؟ ).

يقول المثاليون المفصولين عن الواقع، هذا أسلوب غير مُهذب وعامل الناس بأخلاقك، لكن في الواقع قد تحتاج إلى استخدام هذا النوع من الوّقح والتمادي مع الشخص الذي لا يستجيب لك، ولن تستطيع استخدامه إلا بعد تتخطى درجات من المواجهة السابقة وتتقنها. 

الكاتب هتان المدني
بواسطة : الكاتب هتان المدني
هتان المدني كاتب ومؤلف لدي كتاب بعنوان ( في سجن عزلتي )، بدأت الكتابة قبل حوالي سنة ونصف ولكن تجربتي الشخصية التي أنت عنها كتابي كلفتني عزلة مجتمعية أكثر من ثلاث سنوات
تعليقات