العلاقة التعويضية والتشافِ العاطفي

 بعد انتهاء من علاقتك العاطفية، تحتاج إلى ملا يقل عن ستة أشهر للتشافِ من ألم العلاقة والرجوع لذاتك وفهم نقاط ضعفك ومن ثم تستطيع الدخول بعلاقة عاطفية أخرى. لكن لا تنطبق القاعدة على من قرر الانفصال لأنه فقد اكتراثه بشريكه ويشعر أنه يريد الخلاص منه، اللحظة التي تموت فيها المشاعر هي لحظة انتهاء علاقتك العاطفية وليست اللحظة التي يتم فيها الانفصال الواقعي عن الشخص. 



العلاقة التعويضية : 

 هي الدخول في علاقة عاطفية بأسرع وقت ممكن وخلال فترة الحزن بعد الانفصال وقبل التشافِ العاطفي، والاعتقاد بأن هذا الشخص بُعث ليخلصك من ألمك هي خدعة أخرى.

 لا أحد يستطيع تخليصك من الألم إلا الصدق مع ذاتك وبذل الأسباب الحقيقية في مواجهة واقعك، حتى الدواء في مثل هذه الأوضاع في كثير من الأحيان مُسكن وليس علاجاً جذرياً. 

ثلاثية الجاذبية في الحوار:

يوجد ثلاثية تسمى مثلث الجاذبية في الحوار هي ( الإنصات بفضول تعاطفي ـ المشاركة بصدق ـ عدم محاولة إثبات النفس أو لفت الانتباه).

 تذكر أن أكثر ما يُحب الحديث عنه البشر هوا أنفسهم، ونحن في عالم قليل فيه من يعرف كيف يُنصت، فأحد الأسرار الخفية العلاجية في التحليل النفسي هوا أنه كلما تحدث الشخص عن نفسه ، يبدأ في ترتيب عشوائية أفكاره بشكل تلقائي ، ولأنه من النادر ما يتحدث الإنسان بشكل صادق وشفاف عن نفسه لخوفه من حكم الآخر والخوف من الرفض، ولأنها نوع من أنواع المواجهة للذات التي يصعب على أي إنسان الخوض فيها.

 ولا تنسَ ان الإنسان يفكر وهوا يتحدث، الحصول على شخص واعٍ لا يُصّنفك ويتقبلك ويتعاطف مع حالتك ويدعمك لتكون أفضل نسخة من نفسك ويؤمن بك ويحميك من أن تجلد ذاتك، أليس هذا ضرورة ملحة ووقاية من محيط من الامراض؟ ألا يجب ان يتقن كل طبيب هذا مهما كان تخصصه؟ 

أن تشارك ذاتك بصدق وشفافية بلا رسم صورة أو التركيز على محاسنك فقط، هذا أمر جذاب ويدل على القوة. 

 التشافِ العاطفي : 

هي الفترة ما بعد الانفصال التي يُفضّل أن يخضع فيها الشخص لعلاج نفسي، وفي علم النفس تنقسم مراحل الحزن إلى خمس محطات أساسية ( الإنكار ـ الغضب ـ المفاوضة ـ الاكتئاب ـ التقبل ) . 

  1. الإنكار : هي إنكار التجربة وما حدث والإحساس بأن الانفصال لم يحدث بعد. وبالتأكيد هي فترة مؤقتة لتعود الأمور لمجاريها، فينفصل الشخص عن الواقع لكيلا يواجه الحقيقة المرة ، وهي إحدى الآليات الدفاعية النفسية لتحمي الشخص من الألم. 
  2. الغضب : تجتاحه نوبة من الغضب هوا قناع يغطي الألم الشديد لأنه بدأ بإدراك الواقع. 
  3. المفاوضة : يتمسك فيها الشخص بأمل زائف بأن الشريك سيعود، وهوا يدرك أن اعتقاده خاطئ، وقد يلوم نفسه كثيراً ويتخيل أكثر من سيناريو لو قام بتحسينه ربما لم تحصل هذه النتيجة، وأكثر من طريقة قد يعود بها الشريك ويعتذر على ما حدث. 
  4. الاكتئاب : يخيم الحزن الشديد وقد تتأثر الشهية للأكل وآلية النوم، وتكون مشابهة لاضطراب الاكتئاب ولكنها تتحسن تدريجياً خلال التشافِ العاطفي ، ولكن إن لم تتحسن يجب مراجعة مختص للحصول على التشخيص المناسب .

لا يعني أنك أصبحت سعيداً أو تخطيت الحزن بشكل كامل ، بل يعني أنك تصالحت مع التجربة وتعلمت الدرس وفهمت الطريق الذي يجب عليك أن تتخذه والرسالة مما حدث لتطوير ذاتك. 

كيف نتعالج ونتشافَ عاطفياً ؟ 

  1. الوقت : هوا كفيل بإزالة الألم، ولكنه لا يؤثر على الانفعالات الشعورية المكبوتة وليس قادراً على فك آلية التعلق إن كانت موجودة. 
  2. التعبير عن المشاعر والتصالح معها : الحديث عن التجربة بشكل تفصيلي سيفرغ انفعالاتك الشعورية ( حزن ـ خوف ـ بكاء ـ ألم) ، وسيرتب أفكارك. 
  3.  الانشغال برحلة البحث عن ذاتك : يجب أن تعيد بناء نفسك مع ذاتك من الصفر لكيلا تطفى عادات قديمة وتعيد إنتاج نفسك بنمط تعلّق مماثل، واكتشف نقاط قوتك والضعف لديك، وفهم عميق لأساسيات العلاقات البشرية، أفهم واكتشف عقدك النفسية وتأثيرها عليك وعلى من حولك. 

صندوق الاحتياط: 

كثير ما نسمع بعلاقات تسمى ( علاقة صندوق الاحتياط ) والسؤال هنا ما هوا تعريف هذه العلاقة؟ 

هوا الشخص الذي يلبي لك حاجات معينة مثل الصندوق، تأتي متى أردت لأخذ هذه الحاجات والتمتع بها ثم إلقائها مرة أخرى، والعودة متى جاءت الحاجة، وهوا سلوك أناني يبحث فيه الشخص عن المنفعة الذاتية. 

إذاً ماهي أنواع هذه الحاجات؟

1- الحاجة الجنسية /  

ممارسة العلاقة الجنسية بين الزوجين بنمط متكرر تقليدي بلا وعي فكري أو وعي بالحوار، لرضى الطرفين لأنهم لا يستطيعون الممارسة بكل رغبة يحتاجونها بسبب الخجل أو معايير تربوا عليها. 
2- الحاجة العاطفية / 
البحث عن نشوة الحب المؤقتة وقد تصبح هذه ظاهرة لإدمان الحب . 
3ـ حاجة الشكوى / 
الإحساس بالاحتياج إلى تفريغ الكبت الذي يعيشه الشخص في حياته . 
4ـ الحاجة المادية / 
تكون علاقة استغلالية لأخذ جُل ما يستطيع من الأموال أو الخدمات . 
5ـ الحاجة للإحساس بأنه شخص مرغوب فيه / 
يستمد بعض من يعاني من عقدة الاستحقاق قيمتهم الذاتية من وجود المعجبين والراغبين به ويقتات على هذا النوع من التقبل، لأنه في صميم ذاته غير متقبل لنفسه. 
6ـ حاجة الوحدة / 
قد يوجد الشخص الاحتياطي فقط لجعلك تشعر بأنك تملك شخصاً آخر في حياتك تستطيع اللجوء إليه في أي وقت تشاء أو قضاء وقت الفراغ. 
7ـ حاجة الأمان / 
البعض لديه إحساس بالأمان في علاقاتهم، يشعر أنه ربما سيتم التخلي عنه يوماً ما من شريكه الحالي، ويريد أن يوفر البديل المناسب قبل حصول الطامة.
 

الكاتب هتان المدني
بواسطة : الكاتب هتان المدني
هتان المدني كاتب ومؤلف لدي كتاب بعنوان ( في سجن عزلتي )، بدأت الكتابة قبل حوالي سنة ونصف ولكن تجربتي الشخصية التي أنت عنها كتابي كلفتني عزلة مجتمعية أكثر من ثلاث سنوات
تعليقات