عواقب الحماية المفرطة والتسلط لطفلك

 يتعرض الإنسان للحماية المفرطة تارة أو التسلط تارةً أخرى، فمنذ الطفولة قد يحرم الطفل من خياراته في الملبس والخروج للأماكن التي يحبها وممارسة هوايات شغفة كالرياضة أو الموسيقى.

 فالادعاء أن المحاصرة من باب الحرص عليه بحجة أنه مخلوق ضعيف ولا يتم تعليمه منذ الطفولة قوة المواجهة والقيمة الذاتية.




كيف تُربي طفل سوي؟

في علم النفس، هناك خطوات وطرق كثيرة في كيفية تربية طفل سوي. ولذلك انتقيت أهم الطرق من وجهة نظري والذي أطبقها شخصياً مع أطفالي:

  • يجب على الأبوان أن يكونا صديقين للطفل ويتقبلاه بجميع خياراته، ويحاولا جاهدين تقويم السلوك من خلال الحوار والانضباط السوي، وليس بالأوامر التعسفية بلا حوار واعٍ عن الأسباب، وترك حرية الخيار والتجربة للطفل. 
  • لا تقم بأي عمل لأطفالك يستطيعون هم القيام به.
  • يجب أن نجعل أبنائنا يخوضون التجارب الذاتية ونحاورهم فيما بعد عن المواقف، ونناقشهم المفاهيم ونتقبل رؤيتهم للواقع.
  • لا تفرض نفسك ورأيك وكأنك أنت الوحيد الذي تعرف الحقائق المطلقة، وتجعل من طفلك نسخة أخرى منك.
فحرمانهم من التجارب بغرض الحماية، يجعل العقل غير متمرس في مواجهة المخاوف الخارجية، ومن ثم حتماً سيبدأ بصناعة مخاوف داخلية، ويساهم في خلق مخاوف متعددة منطقية أو غير منطقية، ربما يشكل قلق أو وسواس فكري ويخافون أن يزجوا بأنفسهم في التجارب الحياتية.

 فالحياة بطبيعتها خطرة، ولكن هناك خطر واحد يجب علينا تفاديه مهما كان الثمن، وهو خطر ألا نقوم بشيء أبداً، فبدل أن تحاول جاهداً حماية طفلك، حول مجهودك لجعله قوياً صلباً من الداخل فلن تستطيع حمايته طول العمر، فالحماية المفرطة قد تساهم مع مجموعة من العوامل الأخرى لتكوين اضطراب القلق العام أو الهلع أو الوسواس القهري، كما أن لها دور في خلق اضطراب الشخصية التجنبية، التعلق غير الآمن في العلاقات العاطفية. 


تعريف اضطراب القلق العام / 

هي حالة طويلة الأمد تجعلك تشعر بالقلق حيال مجموعة واسعة من المواقف والقضايا ، بدلاً من حدث واحد محدد.

 و يمكن أن يسبب أعراض نفسية (عقلية) وجسدية.

ما الذي يسبب اضطراب القلق العام؟

  1. فرط النشاط في مناطق الدماغ التي تشارك في المشاعر والسلوك 
  • 2. خلل في المواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين و النورادرينالين ، والتي تشارك في التحكم في المزاج وتنظيمه
  • 3. الجينات التي ترثها من والديك - يُقدر أنك أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق العام بخمس مرات إذا كان لديك قريب مقرب مصاب بهذه الحالة 
  • 4. وجود تاريخ من التجارب المجهدة أو المؤلمة ، مثل العنف المنزلي أو إساءة معاملة الأطفال أو التنمر 
  • 5. الإصابة بحالة صحية مؤلمة طويلة الأمد ، مثل التهاب المفاصل
تعريف الوسواس القهري /

ينطوي اضطراب الوسواس القهري، على نمط من الأفكار والمخاوف غير المرغوب فيها تُسمى الوساوس. وتدفعك تلك الوساوس، إلى سلوكيات تُكرر فيها فعل الأشياء، وتُسمى كذلك السلوكيات القهرية.

 تُعوق هذه الوساوس والسلوكيات القهرية الأنشطة اليومية وتسبب ضيقًا شديدًا. وفي النهاية، تشعر بأنك مضطر لممارسة السلوكيات القهرية في محاولة لتخفيف التوتر. 

وحتى عندما تحاول تجاهل هذه الأفكار أو الرغبات الملحة المزعجة أو التخلص منها، فإنك تعاودك مرارًا وتكرارًا، ويدفعك ذلك إلى التصرف استنادًا إلى الطقوس القهرية، وهذه هي الحلقة المفرغة لاضطراب الوسواس القهري. 

يتمحور اضطراب الوسواس القهري غالبًا حول موضوعات محددة، مثل الخوف المفرط من التعرض للتلوث بسبب الجراثيم، ولتخفيف مخاوفك من التعرض للتلوث، قد تغسل يديك مرارًا وتكرارًا حتى تصابا بالتقرح والتشقق.

قد يسبب لك اضطراب الوسواس القهري شعورًا بالخجل والحرج والإحباط ، ولكن العلاج قد يكون فعالاً.

أعراض الوسواس القهري /

  • الخوف من التلوث أو القاذورات.
  • الشك وصعوبة التعامل مع عدم اليقين.
  • الحاجة إلى ترتيب الأشياء والحفاظ على اتزانها.
  • أفكار عدوانية أو مروعة حول فقدان السيطرة وإيذاء نفسك أو الآخرين.
  • أفكار غير مرغوب فيها، بما في ذلك العنف أو الموضوعات الجنسية أو الدينية.
  • الخوف من التعرض للتلوث بسبب لمس أشياء لمسها الآخرون.
  • الشك في أنك أغلقت الباب أو أطفأت الموقد.
  • التوتر الشديد عندما تكون الأشياء غير مرتبة أو في اتجاه معين.
  • تخيُّل قيادة السيارة مصطدمًا بحشد من الناس.
  • أفكار حول الصراخ بألفاظ بذيئة أو التصرف بشكل غير لائق في الأماكن العامة.
  • تصورات جنسية مزعجة.
  • تجنُّب المواقف التي يمكن أن تسبب الوساوس، مثل المصافحة بالأيدي.
تعريف الشخصية التجنبية / 
نمط من تجنب الأشخاص والمواقف الاجتماعية خوفًا من التعرض للرفض أو الانتقاد

أعراض الشخصية التنجبية /

يتصف الأشخاص المُصابون باضطراب الشَخصِيَّة الاجتِنابِيَّة بما يلي:

  • تدني الثقة بالنفس والحساسية العالية للنقد

  • الرغبة بتكوين صداقات مع وجود صعوبة في تحقيق ذلك

  • تجنب المواقف الاجتماعية بسبب الشعور بالحرج أو الخوف أو نتيجة التعرض للسخرية من الآخرين

  • تجنب التعامل مع أشخاص جدد أو تحمّل مسؤوليات جديدة في العمل

  • الميل إلى الهدوء والخجل، خشية ارتكاب أخطاء

  • قلة تقديرهم لأنفسهم، والافتراض بأن الآخرين لا يقدرونهم أيضًا

  • عدم الرغبة في تجربة نشاطات جديدة أو القيام بمخاطرات

التنمر والنقد :

من أسوأ ما قد يمر به الطفل خصوصاً، إذا كان من قبل مصدر التقّبل الأول للطفل في هذه الحياة وهم الأبوين، فالطفل في طبيعته متمركز على ذاته، أي أنه سيأخذ هذا النقد على أنه حقيقة، ولن يفكر بأن هذه الأم أو الأب غير سويين، بل سيعتقد أن الخلل فيه هو، ستشوه نظرته لنفسه ومن هنا ستخلق عقدة الشكل وتجعل الشخص طيلة حياته يمقت صفاته ويتمنى تغيرها، ولو خضع لأخطر العمليات التجميلية معتقداً أنها الطريقة السوية للتخلص منه .
التفرقة بين طفلين الأخ مع أخيه أو الأخت مع أختها، سيجعلهم يكنّون البغض والحقد للطرف الآخر، أو يستبعدوا ما يقوم به الأخ أو الأخت ويتخلى عن ذاته لأجل أن يكون نسخة من الآخر، لعلهم يحصلوا على هذا التقبل المنشود، فالمقارنة تقتل الإنسان. 
لا ترتكب هذه الجريمة في حق طفلك، فكل طفل مميز بذاته ويجب تشجيع تفرده الخاص، ولا تنسى أن التفرد هوا سر الجاذبية ويفقد الإنسان جاذبيته ما إن يفقد تفرده.





الكاتب هتان المدني
بواسطة : الكاتب هتان المدني
هتان المدني كاتب ومؤلف لدي كتاب بعنوان ( في سجن عزلتي )، بدأت الكتابة قبل حوالي سنة ونصف ولكن تجربتي الشخصية التي أنت عنها كتابي كلفتني عزلة مجتمعية أكثر من ثلاث سنوات
تعليقات